أصبحت الكراهية ديناً بذاتها

كان الأسبوع الماضي أسبوعَ جرائمِ قتلٍ بشعةٍ في ثلاث قارات، إستهدفت جميع الأديان السماوية الثلاثة وكانت دافعها في كل حالة هو الكراهية التي تُعَد تقريباً ديناً بذاته.

هنا في الولايات المتحدة، في ولاية كارولينا الشمالية، قُتِلَ ثلاثة شبان مسلمين بدمٍ باردٍ من قبل أحد جيرانهم. وادعت زوجته أنه قد قتلهم بسب خلاف حول وقوف السيارات في منطقتهم، لكن تَصُر عائلات الضحايا أنها كانت جريمةً بدافع “الإسلاموفوبيا”. هذا وأصيب الرأي العام الأمريكي بالذعر من جريمة القتل، وخاصةً أن الثلاث ضحايا من الشباب كانوا مواطنين أمريكيين مثاليين قد وهبوا وقتَهم وطاقتَهم للخدمةِ العامةِ والعمل الخيري.

ثم في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، قام شابٌ مسلمٌ بدافعٍ يبدو أنه بسبب الفكر الجهادي, بمهاجمةِ معبدٍ يهودي، مما أسفر عن مقتلِ شابٍ يهوديٍ قد تتطوع لحراسة المبنى وأحد المشاركين في مناقشةٍ عامةٍ كانت تجرى بالداخل في ذلك الوقت. وقد توالت الإدانات بالجريمة في جميع أنحاء العالم المتحضر.

وأخيراً، وبينما إقترب الأسبوع من نهايته، بثت نتظيم”داعش” فيديو يظهر عمليةَ قطعِ رؤوس ٢١ مصري من الأقباط، وتحذير للمسيحيين في جميع أنحاء العالم أنهم لن يكونوا آمنين أبداً. وقد توعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالانتقام من جريمة القتل، وأعربت كلا من الكنيسة القبطية وقيادة الأزهر الشريف عن ثقتهم بأن الحكومةَ في القاهرة ستجلب القتلة إلى العدالة.

ويأتي هذه الكوارث الثلاث في زمنٍ تبدو فيه موجات التعصب أنها لا تُولد إلا المزيد من التعصب. في الحلقات القادمة لن نستعرض فقط جذور تلك الكراهية، لكن أيضاً أُسس الأمل من أجل عالم أفضل في شكل أشخاص رائعين يتحدون المجتمع الإنساني للارتقاء فوق الغرائز الهمجية وتَعَلم كيفية التعايش.

Speak Your Mind

*