Joseph Braude’s first lecture in Bahrain (Arabic)

by Joseph Braude

Since there has been a great deal of distortion going on, I felt I should post the two talks I gave while in Bahrain over the week of January 20-27.  Here is the first one:

شكرا لك إبراهيم، وشكرا لكم سيداتي وسادتي، وشكري لمنتداكم على حسن الضيافة وعلى إعطائي الفرصة لتبادل بعض الأفكار معكم هذا المساء. اكتشفت عندما جئت إلى البحرين عدة مرات في عامي 2006 و 2007، بلدا وقعتُ بحبه بسرعة، واعتبرتُه جزيرةَ تسامحٍ وتعايش. ومجتمعا منفتحا على الآخر وعلى العالم. واكتشفتُ أنه في هذا المكان الخاص، من بين العديد من التيارات المتنافسة، هناك تيار ثقافي فكري وسياسي – متمثلاً بكم وبزملاؤكم – يدرك أن البحرين تواجه تحديات خاصة للإصلاح الحكومي، والإصلاح السياسي، والإصلاح الاقتصادي، ولانتشار تكافؤ الفرص لجميع المواطنين – ولكنه ملتزم بتعزيز عملية الإصلاح بطريقة توافقية نظامية وشاملة – بعيدا عن العنف، بعيدا عن التطرف، وبعيدا عن التدخل الأجنبي – من أجل جمع جميع المواطنين الذين يشتركون في قلوبهم بحب وطنهم ويطموحون لنجاحه.
ولذا كان محزنا جدا متابعة أخبار الاضطرابات في العامين الماضيين من بعيد، عبر منظور صحفيين ومراقبين أجانب غير موثوقين، وكثير منهم لا يعرفون حتى اللغة التي يتم التحدث بها هنا. أثناء قراءة تغطيتهم، شعرت في قلبي أنهم لم يرووا سوى جزء من القصة، والصورة التي رسموها عن البحرين كانت مغايرة عن التي أعرفها. ولكن لم يكن من السهل تقييم الحقيقة كاملة من بعيد. ولذلك فإن عودتي إلى البحرين هذا الاسبوع تنبع من رغبة في رؤية هذا البلد بعيني، لتشكيل انطباعي المستقل عن الوضع اليوم، ومشاركة ما تعلمته لدى عودتي إلى الولايات المتحدة، من خلال كتابات ومحاضرات ، وبث وإذاعات — ومن خلال الاتصال الشخصي مع الأصدقاء والزملاء في عالم صناعة القرار..
خلال هذه المهة، أنا بالطبع تلميذكم.
وفي الوقت نفسه، بينما اعتَمِدُ عليكم وعلى مواطنيكم لفهم الوضع في البحرين داخليا، فإني أشعر بأنني أملك شيئا عن الحالة المتعلقة بالبحرين خارجيا قد يكون ذا قيمة لكم. في الولايات المتحدة، حيث توترت العلاقات مع البحرين، قد قمت ببحث مسألة جذور هذه التوترات. أعتزم الآن تزويدكم ببعض استنتاجاتي معكم، حتى يتسنى لنا أن نناقش معا – على نحو آمل وبناء – كيف يمكن معالجة هذه المشاكل.
إنه كم طبيعة الاعلام عموما ان تغطي القضايا الدولية بشكل  مبسط يرضي الجمهور العام ذا الاهتمام القليل  –  وخاصة في مجال التلفزيون. في الولايات المتحدة على وجه الخصوص، الذاكرة قصيرة والاهتمام العام فيالشؤون الخارجية محدود. للأسف، هذه الظاهرة لا تنطبق على وسائل الإعلام فحسب ولكن أيضا على بعض من الباحثين في مجال السياسة الخارجية وصناع القرار الأكثر تأثيرا في واشنطن. يفترض مواطني المجتمعات العربية في بعض الأحيان، عند تقييم السياسات الأميركية الغريبة، أنها نابعة من جهد مدروس لالحاق الضرر. لكن في بعض الأحيان، يتم اتخاذ القرارات ببساطة استنادا على أسس ضعيفة أو لجهل أو لضيق الوقت.. إذا أتيتم إلى الولايات المتحدة وقمتم بزيارة بعض المؤسسات الفطرية في واشنطن وقابلتم المتخصصين في الشؤون الخليجية، فقد تتفاجأوا أن بعض أكثر الأصوات تأثيرا لا يتقنون لغة الضاد ولم يقضوا الا وقتا قليلا في الخليج، إن زاروا الخليج اساسا. واتصالهم الشخصي مع مواطني هذه المنطقة قليل. ومكتبات هذه المؤسسات تحتوي على القليل جدا من البحوث القادمة من منطقة الخليج نفسها. وأما صياغة اقتراحاتكم السياسية للإدارة الأمريكية،،فإنهم غالبا ما يعتمدون على معلومات قديمة عفا عليها الزمن؛ أو تقارير من صحفيين أجانب، أو من افراد جالية المهجر البحريني يجيدون اللغة الإنجليزية وانتقلوا إلى واشنطن من أجل المضي قدما في أجندات خاصة بهم .  ، وقد يكونوا منفتحين على أفكارك. سوف تجد أيضا أنهم قد يفاجئوا بأي شيء تقوله.
وهكذا وفي مناسبات عديدة، حيث الملامح العامة للشؤون الخارجية تفهم بغموض، يتم فقدان التفاصيل والوضوح بشكل تام. ونتيجة لذلك فإن الأميركيين في دوائر السياسة غالبا ما يفتقرون إلى الأدوات الأساسية لصياغة السياسات التي تخدم مصالحهم الخاصة – ناهيك عن مصالح حلفائهم الأجانب. في تقييم التطورات في العالم العربي على مدى العامين الماضيين، شكلوا انطباعا عاما عن الأنظمة على أنها متساوية بالعنف والفساد والافتقار إلى الدعم الشعبي – دون أن يكون لهم القدرة على التمييز بين ليبيا والمغرب، بين مصر والأردن، أو حتى بين سورية والبحرين. هناك افتراض بأن احتمال انهيار مملكة أو إمارة كاحتمال انهيار جمهورية عسكرية. هناك افتراض أن الطريق الوحيد للإصلاح في أي بلد عربي، هو من خلال الثورة وتغيير النظام. وهناك عدم رغبة في الاعتقاد بوجود نشطاء مجتمع مدني ليبراليين في الرأي  وجادين في السعي لتحقيق إصلاح تدريجي ومنهجي، وأنه لديهم فعلا القدرة على النجاح في جهودهم. العديد من الأميركيين لا يعتقدون بوجود مثل هذه الناس لأنهم لا يعرفونهم. وإذا كانوا قد سمعوا بهم فإنهم لا يعرفون كيفية تشجيعهم أو دعمهم.
لكي نكون واضحين، أعتقد أن الأميركيين محقين في تقييمهم بأن يتم دعم المؤسسات العربية فقط بقدر ما تثبت قدرتها على تحسين سجلاتها في مجال حقوق الإنسان وزيادة الشفافية وتكافؤ الفرص. لكن الأميركيين الذين يفتقرون إلى القدرة على تقصي المنطقة، ليس لديهم مصداقية لصنع قرارات تقييم ما إذا كان يجري إحراز هذا التقدم أم لا
وقد حاولت بعض الدول العربية معالجة هذه المشكلة من خلال استثمار ثروة كبيرة في شركات العلاقات العامة الأمريكية. لكنهم وجدوا أن نتائج هذه الجهود ضعيفة. حيث أنه لدى الأمريكيين نظرة عندما يتعلق الأمر بحملات العلاقات العامة. إنهم يفهمون كيف تعمل شركات التسويق الأمريكية مع العملاء الأجانب. يمكنهم اشتمام رائحة حملات العلاقات العامة التجارية – وعندهم حساسية لذلك. غالبا ما يستجيب الصحفيون سلبا على المبادرات القادمة من هذه الشركات، وعندما يكتبون عن مثل هذه المشاريع يكون الأثر عكس المقصود.
يعرف الكثير من البحرينيين بطبيعة الحال أن كل هذه المشاكل تضر بصورة البحرين في أمريكا والمجتمع الدولي. ولكن ما هو مقلق أكثر بالنسبة لي، كشخص يود أن يرى تقدما نحو المجتمع المدني والإصلاح، هو أن السلبية تضر أيضا بتوقعات الأمريكيين لدعم عملية الإصلاح بطريقة بناءة. ونتيجة لذلك فإن آفاق الإصلاح الناجح هي في تضاؤل، وهذا بدوره يزيد من حدة مشكلة العزلة. وهو- حلقة من الانحدار الذي يحافظ على نفسه.
إذن، لنمضي معا الى استكشاف بعض التجارب لمعالجة هذه الإشكالية الخطيرة.
البلدان التي حققت أقصى تقدير ودعم من الولايات المتحدة هي تلك التي تتخطى علاقاتها مع الأميركيين المستوى الحكومي. حيث هناك اتصال شخصي ومؤسساتي مباشر مع الأميركيين في كل قطاع – قطاع الأعمال والحكومة بطبيعة الحال، ولكن أيضا في مجالات الثقافة والتعليم والمجتمع المدني. في حين أن الحكومة ترسل سفيرا ما ومجموعة صغيرة من الدبلوماسيين إلى الولايات المتحدة، يعمل المجتمع ومؤسساته غير الحكومية معا لارسال مئات من السفراء غير الرسميين للبلاد أيضا. ويمكن للحكومة أن تلعب دورا في تسهيل ذلك. ولكن هذه المبادرات هي مشروع حضاري ذا قاعدة عريضة في الصميم – نابعا من وعي عام أنه من الضروري بناء العديد من الجسور، وعلى المدى البعيد لمصلحة البلاد.
اسمحوا لي أن أوضح هذه الظاهرة بمثالين – أحد الدول التي فشلت إلى حد كبير في بناء جسور من هذا القبيل، ودولة أخرى نجحت إلى حد كبير.
في السنوات التي سبقت الثورات العربية عام 2011 و 2012، اعتدت مراقبة الجهود التي تبذلها تلك الأنظمة المنهارة حاليا في الولايات المتحدة – كمصر على وجه الخصوص. في بعض الأحيان كان يقوم كاتب مصري أو موسيقار أو زعيم ثقافي بزيارة لبلدي لإلقاء محاضرة في إحدى الجامعات أو للقيام بأداء ما في قاعة حفلات. كان ليقدم أدائه، ثم يعود إلى الفندق في وقت مبكر، وحيداً، بدون أي اتصال مع الأميركيين الذين قد يكونوا مهتمين بمصادقته. وبذلك لم تكن زيارته ناجحة، بمعنى أنها لم تفعل شيئا يذكر لخدمة العلاقات المصرية الأمريكية.
وفي المقابل نتأمل زيارة شخصية إسرائيلية بارزة للولايات المتحدة. لن يكون لديه حتى فرصة للنوم أثناء زيارته – لأن حشد غفير من المنظمات اليهودية ستقوم برعايته، وتيسير تقديمه للأميركيين من جميع مناحي الحياة، وبالتالي يساعدون في إنشاء شبكة نيابة عن بلاده ومصالحها في الولايات المتحدة. العلاقات بين الناس هذه تشكل عنصرا أساسيا في الجهود الإسرائيلية للحفاظ على التحالف الاستراتيجي القوي مع الولايات المتحدة.
وقد تعلمت بعض الدول درسا من المثال الأخير وطبقته هي نفسها بنجاح – البعض في أوروبا، ولا  والبعض الآخر في أفريقيا جنوب الصحراء، ، والبعض في آسيا، ولا سيما الهند.
وكذلك هناك مثال بارز من العالم العربي يستحق الإعتبار، وهو المغرب.
.  اعذروني على طرح أمة شقيقة هي ذاتها لديها العديد من المشاكل. أريد الحديث عن ذلك لأنها مكان عشت فيه وعملت فيه وكتبت مؤخرا كتابا عنه. . كما تعلمون، فإن حكومتها نجت من عواصف هذا الموسم من الاضطرابات والثورات. المملكة القديمة باقية. ولكن في الوقت نفسه، هناك أيضا تغيير في الأجواء. هناك دستور جديد ومعارضة مخوَّلة بنحو متزايد ومعتدلة وملتزمة بنشاط منهجي. وإذا تحدثتم إلى الكثير من الأفراد في نواحي المجتمع المدني والقطاع الخاص فإنه هناك شعور من التفاؤل بشأن الاتجاه الذي يتجه إليه المغرب.
العديد من الأميركيين يعرفون ويؤمنون بذلك ع – ووسط الاضطراب في دول الجوار فإن التعاون بين الولايات المتحدة والمغرب في زيادة. وتم الحفاظ على اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة. وهي أكبر جهة للسياحة الأمريكية في المنطقة – جاذبة الزوار من كل دين ومن كل جزء من بلادي. أما في مجال الحكومة فإن التعاون بين المغرب والولايات المتحدة في مجال الأمن الإقليمي في ارتفاع. وربما الأهم من حيث المصالح المغربية على المدى البعيد، هي المعونة الأمريكية لجميع قطاعات المجتمع المغربي الكبير: يوجد منح سخية لمنظمات المجتمع المدني في مجالات مساواة المرأة والأعمال الخيرية، وتنظيم المشاريع، والعمل، والعديد من المجالات الأخرى.
ولعل البعض منكم يعتقد أن التجارب المغربية المتعلقة بالولايات المتحدة ليست مقارنة ذات صلة بالبحرين لأن البلاد لا تواجه نفس التحديات. أوافق على هذا النقد. ولكن هناك بعض القواسم المشتركة بين المملكتين. فالمغرب لها تاريخها الخاص من الاضطرابات الداخلية. كما أن لديها تاريخا طويلا من التوترات الخارجية: في حين أن البحرين تواجه تهديدات وضغوطا مستمرة من إيران ، أما المغرب فلديها صراعا طويلا مع جمهورية الجزائر المجاورة – مع جيشها القوي ومواردها النفطية الهائلة واستخدامها منذ فترة طويلة لميليشيات وكيلة في الصحراء المغربية لاستنزاف الموارد المغربية. ينفق الجزائريون في واشنطن نفوذهم المالي والسياسي لنسف المبادرات المغربية من كل نوع. كما أنهم يدعمون حتى بعض النشطاء السياسيين وجماعات حقوق الإنسان الذين لديهم معلومات مشوهة أحيانا عن الوضع الداخلي في المغرب —  ضغطا لعزل المملكة. هذا لا يعني أن المغرب بريء في مجال حقوق الإنسان والقمع السياسي – على العكس من ذلك تماما. لكن في بعض الأحيان يتم نشر الأكاذيب عن عمد في الولايات المتحدة على حساب البلاد.
ولكن العلاقات المغربية مع بلدي لم يسبق وأن كانت أقوى، ودعم الإصلاحيين المغاربة آخذ في الازدياد.
سر نجاح المغرب هو نفس الممارسات التي ذكرتها  فمن حيث الجوهر، قد حقق المغرب استثمارا على المدى البعيد في الاتصال البشري المباشر والشراكة بين مواطنيها في كل قطاع ونظرائهم في الولايات المتحدة.
غرفة التجارة المغربية الأمريكية تعمل بلا كلل لمساعدة الأميركيين في تعاملاتهم التجارية مع المملكة.
وقد أصبح الاكاديميون المغاربة لاعبا اساسيا في أقسام دراسات شمال أفريقيا في الجامعات الأمريكية، ويتنافس الطلاب الأميركيون مع بعضهم البعض لدراسة الغة العربية والتاريخ العربي والإسلامي في المغرب.
وقد تم تأسيس منظمات ثقافية لمشاركة التراث المغربي الغني مع الأميركيين الذين يرغبون في توسيع آفاقهم – في الموسيقى، والفنون، والسينما.
يتواجد المغاربة في مجالس استشارية للعديد من المؤسسات السياسة الأمريكية في واشنطن، بدءا من “مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية،” وهو “مركز أبحاث” بارز، إلى “البحث عن أرضية مشتركة”، وهي حركة مكرسة لتعزيز الحوار والسلم الأهلي.
لقد تم الوصول إلى مجتمع المهجر المغربي في الولايات المتحدة لدعم كل هذه الجهود. تقديرا لحقيقة أن العديد من الأميركيين المغاربة تعود جذورهم إلى الجالية اليهودية التاريخية في البلاد ويحافظون على هويتهم ويعتزون بوطنهم الأم بشراسة، لقد عملت البلاد بجد للتواصل والشراكة معهم، وبالتالي للدخول في شراكة أوسع نطاقا مع الجالية اليهودية ككل. كما قال الملك الراحل الحسن الثاني ذات مرة: “عندما يهاجر يهودي مغربي، فإننا لا نفقد مواطنا، بل نكسب سفيرا.” وهكذا أثناء الحرب في الصحراء في السبعينيات، طلب المغاربة طائرات حربية  من حكومة الولايات المتحدة، ولذا تم حشد منظمة يهودية لتسهيل هذا الجهد. وقد استمر هذا التقليد من التعاون في نواح كثيرة.
لم تتم مبادرة هذه الجهود عبر الحكومة المغربية وحدها، على الرغم من أن الحكومة تعمل في بعض الأحيان كمسهل. إنهم ليسوا مجرد جماعات ضغط سياسي أو علاقات عامة فحسب، إلا أن ذلك هو بالطبع من فوائد هذه المشاريع. بل أن هذه الجهود هي على نطاق واسع وهي طريق ذو اتجاهين: إن المغاربة المشاركون لا يعتبرون بلدهم مثالي بل على العكس، إنهم يريدون أن يكونوا وكلاء للتغيير – ويريدون جذب نصح ودعم الأميركيين في شن النضالات المحلية مهما كانت. نتيجة لجهودهم فإن الأشجار تنمو في جبال الجنوب المغربي على الأراضي التي كانت ذات مرة أراض قاحلة. المجتمعات المهمشة تتقدم اقتصاديا وسياسيا بعد أن لم يكن لديها ذات مرة أي شيء سوى اليأس. نعم، أحزاب  للمعارضة الشريفة، تكتسب الخبرة لخدمة استراتيجياتها الخاصة. من منظور كلي، فإن عملية المشاركة هذه متعددة القطاعات تضيف طبقات من التعقيد للوضع في المغرب، وتسهل المنافسة القوية في سوق الأفكار. العواقب داخل البلاد لا يمكن التنبؤ بها، وربما تكون مخيفة قليلا – و لكن بطريقة ما تسهم في نهاية المطاف في الاستقرار الداخلي والقبول الدولي.
و لدى الأمريكيين انطباعا بأن المغرب هو مجتمع نابض بالحياة، وصديق جدير بالاهتمام.
سامحوني على الدخول في مثل هذه التفاصيل – ولكني أقوم ذلك لأنني أعرف أن ذلك النوع من الناس الذين شاركوا في هذه المشاريع الناجحة هم مشابهون لكم. إنكم قادة المجتمع المدني في البحرين. إنكم المتخصصون الذين تتمتعون باحترام كل من القطاعين العام والخاص. إنكم أناس ذوي مهارات ونظرة عالمية وحماس للمشاركة الدولية. إنكم تتمتعون بحرية التنقل والاتصال وحرية استخدام مواهبكم للوصول إلى أي بلد تريدون. إنكم حيويون لمستقبل البحرين.
إذا كان للمقارنة التي أجريتها للتو صدى عندكم، فربما تكون الخطوة التالية هي أن نسأل بعض الأسئلة الاستراتيجية:
ما هي أشكال الدعم التي يحتاجها البحرين للقطاعات المختلفة من العالم الخارجي، خاصة من بلدي، من أجل المضي قدما في التقدم السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي؟ ما هي المؤسسات الأمريكية القادرة على تقديم مثل هذا الدعم؟ ما هي المؤسسات البحرينية الأفضل لاستقبال هذا الدعم؟
ما هي بعض الأمثلة على مشاريع الشراكة التي يمكن أن تقترح في خدمة هذه الاحتياجات؟ ومن يضع تصورات هذه المشاريع؟ ؟ ومن سيوجه ويوظف هذه المشاريع في البحرين؟
أي جمعيات في الولايات المتحدة، في مختلف القطاعات، ستكون ميالة إلى مساعدتكم في مساعيكم؟
من هم البحرينيين الذين يتمتعون بالمعرفة وكذلك المصداقية لإشراكهم في المجالات التي يعاني فيها صناع السياسة الأمريكية من نقص المعرفة والفهم، أو المعلومات الأساسية عن منطقة الخليج وهي مؤسسات السياسة الأمريكية والتي هي في الحاجة للخبرات البحرينية؟
ما هي جوانب التراث البحريني التي لديها القدرة على فتن الأجانب؟ من هم الفنانون العظام ، وما هي المؤسسات في بلدي التي قد تكون مهتمة بإستضافتهم؟
إلى أي مدى ستكون حكومتكم ميسرة لمثل هذه المبادرات؟؟ إلى أي حد ستكون بعض العناصر داخل الحكومة عقبة أمام هذه الجهود؟ كيف يمكن مواجهة هذه التحديات؟
هناك أسئلة أخرى كثيرة على هذا المنوال. ربما قد تكون مناقشتها بداية وضع استراتيجية شاملة لإشراك بشري مباشر يقود إلى المنفعة المتبادلة للبحرينيين والأمريكيين. وعلى أية حال، وهذا رأي مقدم لكم بكل تواضع للنظر فيه.
ولكن لقد تحدثت لفترة طويلة جدا الآن. شكرا لكم على اهتمامكم، وأنا أرحب بهذه الفرصة لأناقش معكم أي شيء ترغبون.

Speak Your Mind

*