ألقت السلطات الأردنية خلال الأسبوع الماضي القبض على زكي بني أرشيد نائب رئيس فرع جماعة الإخوان المسلمين في بلادهم، ، بعد المشاركة الحادة التي نشرها عبر صفحته على الفيسبوك والتي أشار فيها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها “سرطان في جسد العالم العربي.”
خلال الفترة التي سيمضيها السيد بني أرشيد في السجن، سيتم منعه من مطالعة الصحف كجزء من عقوبته.
وكانت تصريحات زعيم الإخوان بغيضةً لا سيما في نظر المملكة الأردنية، وقد استفادت الاردن من المساعدات السخية لدولة الإمارات العربية المتحدة: ففي عام 2011، عهدت البلاد بليون دولاراً أمريكياً من المنح على مدى فترة خمس سنوات، وخلال النصف الأول من العام الحالي قدمت الإمارات أكثر من 70 مليون دولاراً أمريكياً لرعاية اللاجئين السوريين في الأردن والذين يُمثلون عبئاً على الميزانية الأردنية.
ولكن الأردن تقع تحت ظروف صعبة بين الحكومات العربية التي هي حليفتها مثل السعودية والإمارات ومصر، حيث مَنعت هذه البلدان الثلاثة جماعة الإخوان المسلمين وقامت بشن حرب شاملة عليها، أما في الأردن فعلى مر عقود من الزمن كان الإخوان وما زالوا كتلةً سياسية مشروعة تشارك في انتخابات البرلمان وتنشر أفكارَها بانفتاحٍ على الشعب. وإذا ما قررت حكومة المملكة الأردنية إعلان الحرب على الإخوان فهذا قد يوقعها في مواجهة قد تزعزع استقرار هذه المملكة فقيرة النفط. حلفاؤها العرب يتفهمون ذلك ويتوقعون من الأردن وقف الإخوان من تحريض الشعب ضد الدول العربية الأخرى. ولكن إذا كان النتظيم يقوم بالتصعيد في إطالة لسانه على السلطات الشقيقة, ومتحدياً رغبة الملك, فربما ستجد حكومة الملك نفسها في مواجهة صعوبة أكبر وخيارات أصعب من ذي قبل.
Speak Your Mind