دور المغرب المتزايد في تعزيز الإستقرار في ليبيا

إذا قمتم بالزيارة الى طرابلس اليوم، ستكتشفون مؤسسات حكومية وغير حكومية إلى جانب فصائل سياسية من اتجاهات عدة يتحدثون عن المغرب بقدر كبير أكثر من أي وقت مضى. ولما ذلك؟ لأنه وسط الثورة وعدم استقرار الأوضاع في الدولة، يقدر الليبيون قيمة التعلم من النماذج المغربية للتعايش المدني والمصالحة الوطنية، وتستجيب المغرب لإهتمامهم بتقديم المعونة بأنواعها المختلفة. لاحظ حلفاء المغرب في أوربا والولايات المتحدة هذا الاتجاه بتقدير كبير، في حين يبدو أن الجهاديين في ليبيا يفهمون أن انتشار الأفكار المغربية يهددهم حيث تتميز بتسامح , مما قد يؤثر على استحواذهم على أفكار العامة.

بعد زيارات الملك محمد السادس العديدة لمالي، كانت ليبيا من الدول التي طلبت من المغرب أن تُدرب أئمة المساجد على أصول التعاليم الإسلامية من التسامح والتعايش المعروفة به المغرب. كان هناك 500 إماماً مالياً مشارك في هذا التدريب في المغرب, مما يُعتبر إجراءاً لمعارضة أفكار القاعدة في والذي قد إخترقت البلاد في السنوات الأخيرة. في هذه الأثناء 200 ناشط حقوق إنسان من ليبيا سيُرسلون إلى المغرب للتدرب على الطرق المختلفة في التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان، وذلك تحت رعاية مجلس حقوق الإنسان المغربي في الرباط. في الدورة التدريبية سيدرسون النموذج الذي قدمه الملك محمد السادس للمصالحة الوطنية، كما سيدرسون نماذج متباعدة مثل الموجودة في جنوب إفريقيا بعد مرار ويلات التمييز العنصري، وفي فبراير قال سفير الاتحاد الأوروبي في المغرب في الدار البيضاء إن المغرب أصبحت شريكًا استرتيجيًا رئيسًا لأوروبا في ليبيا، وعلى طول افريقيا السواحلية.

هذا على الأرجح في سياق أنه في الأول من مارس وقعت السفارة المغربية في طرابلس تحت هجوم المسلحين وحمدًا لله فلم يتأذ أحد، ولكن الحادث يشير إلى حقيقة أن المغرب تساند استقرار ليبيا، وأن المستفيدين من عدم الاستقرار في الوطن مهتمين بذلك.

Speak Your Mind

*