بداية إنتشار حالات الإيبولا في الولايات المتحدة

شهدت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أول حالة وفاة لمريض مُصاب بفيروس الإيبولا، المواطن الليبيري توماس إيريك دونكان، و الذي خضع للعلاج من المرض في مستشفى في دالاس، تكساس خلال الأحد عشر يوماً الماضية. بعد ذلك بوقت قصير فقط، أُعلن عن حالة جديدة: عاملة صحيّة بتكساس كانت تعالج المواطن الليبيري ليُصيبها الفيروس هي أيضاً. بدأت فحوصات شاملة للمرض في بعض مطارات أمريكا الرئيسية، كما يوجد خارج مدينة بوسطن بالظبط عيادة طبيّة تحت الحجز الصحّي، و ذلك أيضاً بسبب وجود مريض هناك يُشتبه إصابته بالإيبولا.

تزداد المخاوف في جميع أنحاء البلاد بأن تنتشر أهوال الإيبولا من غرب إفريقيا لتزور الولايات المتحدة قريباً. وفقاً لاستطلاعات الرأي التي أجريت الأسبوع الماضي، يخاف 32% من الأمريكيين من الإصابة الشخصية بالمرض. و وسط المناقشات الساخنة عن الدور الأمريكي في مكافحة نتظيم داعش و التجهيزات لانتخابات الكونغرس النصفيّة في نوفمبر / تشرين الثاني، هناك ارتباك حول ما إذا كانت إدارة أوباما كانت تعالج القضيّة بشكلٍ كافٍ، وميل من جانب منتقدي الرئيس لتسييس و ربما أحياناً تشويه المناقشة.فمن خلال برنامج “راش ليمبو” الإذاعي الذي سُمع على الصعيد الوطني الأسبوع الماضي، لمَح المضيف أن الرئيس يُريد فعلاً أن يصاب الأمريكيون بالفيروس، كعرَض للحبل التآمري للسياسات الحزبية و التي ترتفع برأسها أحياناً في أمريكا في وقت جنون العظمة.

و الغائب إلى حد كبير عن النقاش العام هنا، للأسف، هو فحص ناضج لما تملكه الولايات المتحدة من خيارات لمهاجمة الفيروس في مصدره، و ماهيّة أشكال الشراكة الدوليّة التي قد تساعد في منع هذه المأساة المتنامية من التصاعد لخراب عالمي.

Speak Your Mind

*