حول الحوار بين اليهود والمسلمين

من نيويورك، نُرسل أطيب تمنياتنا بعيد أضحى مبارك إلى جميع مسلمي المغرب، وكل عام وأنتم بخير. ونقول للجالية اليهودية في المغرب بمناسبة عيد الغفران، “يوم كيفور”، شانا توفا.

إنها لربما كانت علامةً على وجود أمل بسبب تزامن هذين العيدين السماويين الهامين في عطلة نهاية أسبوع واحدة هذا العام، في وقت يشهد جزءٌ كبيرٌ من المنطقة صراعاً طائفياً غير مسبوق. وكما يدرك المغاربة جيداً، فإن الملك محمد السادس ما يزال يلعب دوراً متميزاً في دعم التسامح والمصالحة بين الأديان، وأنه لم يفوت فرصةً لدفع قضية الحوار بين المسلمين واليهود على وجه الخصوص. إن العالم محظوظ، علاوة على ذلك، أن الملك ليس وحده في هذا المسعى. لقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً في نسبة مؤتمرات حوار الأديان، في كلاً من العالم العربي والغرب. هنا في نيويورك، على سبيل المثال، هناك شاب يهودي أمريكي اسمه دانيال بينكوس يستضيف تجمعات في منزله بانتظام تجمع اليهود والمسلمين معاً، وقد أصبح نشطاً بشكل متزايد على الساحة الدولية، ويشارك في مؤتمرات من الخليج العربي إلى العاصمة النمساوية فيينا. إن هذه المدينة الأوروبية التاريخية هي أيضاً موطناً لمشروع طموح بدأه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، في المملكة العربية السعودية، والذي يجمع الحاخامات والأئمة وكذلك الكهنة الكاثوليك، والقساوسة البروتستانت، والزعماء الروحيين البوذيين من الهند وأماكن أخرى.

لكن من بين هذه الجهود، قد ظهر أيضاً اتجاهُ التسيس، الذي أبرز مثال له هو مبادرات دولة قطر. لقد عقدت الحكومة القطرية عدداً من المؤتمرات بين الدين اليهودي والدين الإسلامي وسط ضجة إعلامية كبيرة، لكن في سياق دعمها لحركة حماس والأخوان المسلمين بشكل عام، فقد أثيرت تساؤلات في المجتمع الدولي، منها: هل مبادرات الحوار هي جهد صادق لتعزيز التقارب بين الديانتين، أم أنها خدعة لكسب مصداقية، وتشتيت الانتباه عن الدعم القطري لمجموعة متنوعة من الجماعات الجهادية التي لا تستهدف اليهود فقط بل أيضاً المسلمين الذين لا يتفقون مع أيديولوجيتهم؟ هنا في الولايات المتحدة، قد توصلت أكبر المنظمات اليهودية إلى قرار بمقاطعة المبادرات القطرية حتى تتبنى الحكومة في الدوحة سياسة خارجية أكثر تماشياً مع روح التفاهم والتعاون بين الأديان.

إنه لمن المؤكد أن مبادرات الحوار بين الأديان هي بطبيعتها سياسية، لكن ربما يجب أن يُرسم خطاً عندما تقوض الدوافع السياسية للجهة الراعية أهداف المبادرة.

Speak Your Mind

*