حول الإتخابات النصفية وعلاقتها بالسياسة الخارجية تجاه المنطقة

شهد الثلاثاء الماضي في الولايات المتحدة تغيراً درامياً في السُلطة السياسيّة. عن طريق الانتخابات النصفيّة التي عُقدت في جميع أنحاء البلاد، استعاد الحزب الجمهوري المعارض السيطرة على مجلس الشيوخ، و عزّز سيطرته على مجلس النواب، و حصل على العديد من المقاعد في الانتخابات لحكام الولايات. بالرغم من توقّع انتصارات الجمهوريين في العديد من السباقات المتنازع عليها، فإن النتيجةَ كانت أكثر وضوحاً من المتوقع، و بلغت رفضاً عميقاً لسياسات الرئيس أوباما الخارجيّة والداخليّة.

من حيث التأثير المحتمل لفوز الجمهوريين على السياسة الخارجيّة على مدى العامين القادمين، فإنه من المهم عدم المبالغة في قوّة الحزب الجديدة، لأنه دائماً يتم صنع معظم قرارات السياسة الخارجيّة من قبل الرئيس، الذي هو أيضاً رئيس القوات المسلّحة. و مع ذلك، حيث أن موافقة الكونغرس ضروريّة لتنفيذ الإجراءات الجديدة، فإن الجمهوريين لديهم ميزةٌ جديدةٌ قويّة.

في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، فقد خسر الرئيس أوباما فعلياّ بطاقة تفاوض رئيسة، حيث لن يستطيع بعد الآن أن يعرض إنهاء العقوبات الاقتصاديّة على طهران مقابل تنازلات إيرانيّة. و بالرغم من أنه يستطيع أن يخففها مؤقتاً، و لكنه لا يستطيع وضع نهايةً لها بدون موافقة الكونغرس. هذا الضعف الجديد يؤكد للنظام الإيراني أن زمامَ سُلطةِ أوباما شيءٌ مؤقتٌ، و أنه قد لا يكونُ قادراً على الوفاء بالوعود التي قدّمها.

وفيما يخص سوريا و داعش, فإن مجلس الشيوخ الأمريكي الجديد سوف يُقدّم على وجه الخصوص شخصياتٍ قياديةً جديدةً لديها باعاً طويلاً لتقديم سياسةِ تدخّلٍ أكثر صرامة. جون ماكين, عضو مجلس الشيوخ الجمهوري من أريزونا، الذي دعا إلى فرض منطقة حظرٍ جوّيٍ في سوريا، و ضرباتٍ جوّيةٍ أكثر قوّة، و تدخّلٍ بقواتٍ أمريكيةٍ في العراق، سوف يُصبح الآن رئيساً للجنة الخدمات المُسلحة. كما سيحتل بوب كوركر، عضو مجلس الشيوخ من تينيسي و صاحب نفس طريقة التفكير، منصبَ رئيسِ لجنة العلاقات الخارجيّة القويّة لمجلس الشيوخ.

و على نطاق أوسع، فيما يتعلّق بالجماعات الإسلاميّة مثل الإخوان المسلمين، يبدو أن النبرةَ العامة للخطاب السياسي الأمريكي سوف تُصبح أقل تسامحاً مع تنظيمات الإسلام السياسي, و أكثر دعماً للتحالف الأمريكي التقليدي مع المملكة العربية السعوديّة و دول مجلس التعاون الخليجي، و مملكتَي المغرب و الأردن، و الحكومة في مصر.

بالطبع سوف نستكمل متابعة تلك التغيرات عن كثب مع بدء نشوب توترات جديدة و سياسات جديدة خلال الأشهر المقبلة.

Speak Your Mind

*