الأسر السياسية الحاكمة في الولايات المتحدة

خمسة وخمسون أسبوعًا من الآن ستجرى الانتخابات الرئاسية الـ 58 في الولايات المتحدة الأمريكية. وتزيد التوقعات تجاه المرشحين المحتملين ومَن منهم كُتب له الفوز. في الوقت الحالي، يبدو إلى حد ما أن هيلاري كلينتون، العضوةُ السابقةُ بمجلس الشيوخ ووزيرةُ الخارجيةُ السابقةُ وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون ستخوض الانتخابات عن الحزب الديمقراطي, بينما يُتوقع أن يكون جيب بوش، الحاكم الأسبق لولاية فلوريدا وشقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش وابن الرئيس الأسبق جورج بوش الأب المنافس الجمهوري لها.

وفي ضوء الوضع الراهن، لاحظ قادة الرأي في الولايات المتحدة على نحو شائع التشابه في عمليات الاقتراع الرئاسية عامًا تلو عام وعقدًا يلي عقد. فكّر في أن الانتخابات التسعة لمنصب الرئيس ونائب الرئيس التي أجريت على مدار  ٣٤ عامًا، برز في ثمانيةٍ منها إما أحد أفراد عائلة بوش أو أحد أفراد عائلة كلينتون. وبعبارة أخرى، فإننا الآن في وسط العقد الرابع الذي سادت فيه العائلتان السياسيتان بثبات الدوائر العليا للسياسات الأمريكية.

في حالة الأُسر الحاكمة مثل الملكيات أو الإمارات، فإن مبدأ وراثة العرش هو بالطبع قاعدة سياسية مقبولة. ولكن في الولايات المتحدة، فإن وجود الأُسر الحاكمة يمثل إشكالية لأنه يتعارض مع روح النظام الديمقراطي، و الذي فيه يكون لكل الأشخاص فرص متساوية للترشح لمنصب الرئاسة. و في الواقع، فإنه في العملية الديمقراطية الانتخابية و التي تشمل أكثر من ٣٠٠ مليون شخص، و مع وفرة العقول الموهوبة والطموحة، كيف تمتلك عائلتين كل هذه السلطة؟

كُلاً من جيب بوش وهيلاري كلينتون لديه مزايا واضحةٌ داخل أحزابهم. و نظراً لشهرتهم و شبكة علاقاتهم السياسية المنتشرة منذ فترة طويلة، فإنهم يمارسون تأثيراً قوياً على جمع الأموال و لديهم قدرةٌ لا مثيل لها للتأثير في الرأي العام الأميركي. و من ناحية فإن الأميركيين قد يختاروا عدم تمكين العائلتين من السيطرة على أحزابهم مرة أخرى، و لكن من ناحية أخرى فإن التفضيل الإنساني العالمي للاستمرارية قد يؤدي بمعظم الناخبين إلى الرضوخ لصعودهما.

و خلال السنة المقبلة، فإن هذا الأمر سوف يؤثر على طبيعة الثقافة السياسية الأمريكية حيث أنها سوف تنعكس على العالم، بالإضافة إلى كيفية عرض الأمريكيين للنظام السياسي الخاص بهم.

Speak Your Mind

*