النموذج السنغافوري للاعلام وتطبيقه في العالم العربي

أصدقائي الأعزاء، في التدوينات الأخيرة, ناقشنا عددا من القضايا المتعلقة بوسائل الإعلام العربية ودورها في النهوض بالتنمية الاجتماعية والسياسية والمجتمع المدني وإقامة اقتصاد قوي. كما تناولنا تدرجات الجدارة بين أشكال غير ديمقراطية للحكومات في العالم اليوم، بدءاً من الدكتاتوريات الجشعة إلى الخيرين من الدول الورثية للقوى الآسيوية-وفكرة أن النموذج الديمقراطي في مجمله ليس بالضرورة ذا صلة لكل بلد عربي في الوقت الحاضر. اليوم سوف نبدأ بتوصيل هذه الأفكار، بالنظر إلى حالة التربية الإعلامية في العالم العربي-بمعنى، تدريب الجيل القادم من الصحفيين في جميع أنحاء المنطقة. كما يعرف جيدا محترفى وسائل الإعلام العربية ، معظم برامج التربية الإعلامية والتدريب في المنطقة اليوم تنبع, بطريقة أو بأخرى, من مصادر أجنبية–ومعظم المصادر من حكومات ديمقراطية غربية ومنظمات غير حكومية وتابعة لها. تميل إلى تعليم قيم وتقنيات الصحافة كما تٌمارس في الديمقراطيات المتطورة, وبالأخص اجراء التحقيقات الصحفية العميقة لكشف اسرار الفساد الحكومي، وأهمية فرض الضغط على الحكومات العربية لوقف فرض رقابة على وسائل الإعلام. هذه الأفكار هامة وذات صلة في الدول الديمقراطية، فغالباً ما يشار إلى وسائل الإعلام فيها “بالسلطة الرابعة” لأنه بفضح المسؤولين اقرأ المزيد…

حول الملف السوري – صباح ١٣-٩-١٠

من خلال عرض كيري لمتابعة بيانه مع مبادرة جديدة، فقد ألقي كل من روسيا و سوريا ببراعة طوق نجاة للرئيس أوباما، الذي كانت محاولته لكسب تأييد الكونجرس لقرار الحرب في طريقها للفشل. و قبل الليلة الماضية قد أعلن ستة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين علي الملأ معارضتهم، و كان من المتوقع أكثر من ذلك. فإن احتمال وجود التسليم السلمي للأسلحة الكيميائية من قبل الأسد يعادل احتمال “الخروج الآمن” لأوباما الذي من شأنه تمكينه من الإدعاء أمام الشعب الأمريكي بأنه قد ردع الأسد بنجاح دون إطلاق رصاصة واحدة أو إراقة قطرة دم. و لكن هذه المبادرة هي أيضا سلاح ذو حدين – لأنها تجعل موافقة الكونغرس لاستصدار قرار حرب حتى أقل احتمالاً. و للقيام ذلك، فقد يؤدي بأوباما أن يكون مديناً بالفضل للأسد و عاجز عن ردعه في حال نكث الأسد تعهده السابق بتسليم أسلحته. إن واحدة من المشاكل المصاحبة لقبول أوباما الواضح لمبدأ المبادرة الروسية-السورية هو أنه إذا تم التوصل إلي اتفاق على هذه الأسس، فإنه لن يخدم بالضرورة الهدف المعلن للإدارة لردع استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل من قبل اقرأ المزيد…

حول السياسة التركية وقضية الأرمن في واشنطن

إن موت أكثر من مليون ونصف أرمني في السنوات الأخيرة من الحكم العثماني قد تم الاعتراف به رسميا على أنه” إبادة جماعية” وذلك من قبل إحدى عشرة دولة من أصل سبع وعشرين  من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.  قامت في السنوات الأخيرة وبقيادة اللجنة الوطنية الأرمنية الأمريكية وجماعات الضغط الأخرى، حركة قوية لجر حكومة الولايات المتحدة وإقناعها بفعل الشيئ نفسه. في نفس الوقت، كثفت حكومة أرمينيا الحالية  ضغطها ضد أنقرة؛ وذهبت إلى حد الطلب من الحكومة التركية الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، وأكثر من ذلك فقد بدأ بعض السياسيين في البلاد مطالبة أنقرة بتسليم أجزاء من شرق تركيا والذي يعتبره الأرمن حقاَ  تاريخيا لهم.  أدت حملة الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن والتي نشطت في الولايات المتحدة إلى دق إسفين بين واشنطن وأنقرة على الأخص في مارس 2010  اعتبرت لجنة مجلس النواب في الكونغرس  للعلاقات الخارجية في قرارها رقم  252  الأفعال العثمانية ضد الأرمن إبادة جماعية مما كاد أن يؤدي إلى تدهور العلاقات بين البلدين. هزم مشروع القانون  في الكونغرس جزئياً وذلك بسبب المخاوف الأمريكية من خسارة استخدام القواعد العسكرية التركية واستخدام الأراضي اقرأ المزيد…

كتاب جديد حول الاعلام المصري منذ ثورة ٢٠١١

واجه الإعلام المصري – الذي يُعدُ من الناحية التاريخية صوتاً نابضاً وحيوياً في طيف الجدل العربي العام – تحدياتٍ صعبةٍ في الأعوام الأخيرة، ويبدو مستقبلُه غيرَ واضح. نُشِرَ مؤخراً كتابٌ جديدٌ باللغةِ الإنجليزية لـ (نعومي صقر)، بعنوان التحولات في مصر، ينير مجال تغطية الأخبار المصرية عبر التاريخ ويقيم الظروف الحالية والتوقعات المستقبلية للصحفيين المصريين على وجه الخصوص. إن (صقر) التي تتحدث كلاً من الإنجليزية والعربية تعملُ أستاذةً للسياسة الإعلامية بجامعة ويستمنستر ومديرةً لمركز “كامري” للاعلام العربي. إنها تستند إلى بحث جديد وعقود من الخبرة في تتبُع توجهات الإعلام العربي لتُقدِّمَ قراءاتٍ عن مدى كفاح وتصدي و – رغم ذلك – ابتداع الصحفيين المصريين وموظفيهم، منذ ثورة 2011. وفي كتابة (صقر): فقد حقق الصحفيون والمدونون المستقلون شُهرةً في وقتٍ مبكرٍ في 2005، في أعقاب الانتخابات البرلمانية المصرية المزورة الأخيرة. ومع بداية الثورة بعد ستة أعوامٍ، حاولت هذه الأصوات الاستفادة من سقوط (مبارك) لإطلاق مشاريع إعلامية وقحة جديدة، بتواجدٍ كبيرٍ على الإنترنت، وقد اعتمد بعضها على صحفيين مواطنين، في تقديم تقاريرٍ ولقطاتٍ لا تُقدِم وسائل إعلام الدولة على طباعتها أو بثها. وفي اقرأ المزيد…

مقالان جديدان حول الديموقراطية والاستبداد

كان موضوع النقاش الرئيسي، في الولايات المتحدة الأسبوع المنقضي، الأزمة في واشنطن على خلفية إغلاق الحكومة الفيدرالية لمدة ثلاثة أسابيع، والتي انتهت ليلة الثلاثاء عندما أذعن الجمهوريون في الكونغرس إلى الرئيس باراك أوباما ووافقوا على إعادة فتح الحكومة. أمّا الآن، حيث انقشع الغبار عن هذه المواجهة الحادّة، عاد بعض الاهتمام إلى السياسة الخارجية. لقد نشر هذا الأسبوع على وجه الخصوص مقالان مهمان لأصوات سياسية غربية بارزة — الاثنان ذات صلة بالنهج الأمريكي تجاه العالم العربي والأجندة الأمريكية التاريخية حول التحول الديمقراطي. خصصت يوم الأحد النيويورك تايمز مجالا لكريستوفر ديفيدسون، مؤلف الكتاب الجديد “ما بعد الشيوخ،” الذي يطرح توقعات متشائمة حول وضع الخليج المستقبلي. يرى ديفيدسون في مقاله، أن سياسة دول الخليج “الداخلية، المبنية على “الصدقات” إلى السكان, حسب تعبيره, لا يمكن تحملها ماليا، وسوف تفشل في نهاية المطاف عن تعويض الإحباط الشعبي الناتج عن عدم المساواة، والفساد, والبطالة. وأكد أن مستقبل دول الخليج هي الديمقراطية، بقيادة الشباب. لكن ديفيدسون لم يستطع تحديد أية حركات معينة من الشباب الذي كان يعتقد أن يقود هذا الانتقال، أو يتصدى للدروس المريرة لما يسمى اقرأ المزيد…